"الغارديان": الخروج من "بريكست" أضر ببريطانيا.. وارتفاع عدد الفقراء بشكل حاد

"الغارديان": الخروج من "بريكست" أضر ببريطانيا.. وارتفاع عدد الفقراء بشكل حاد

 

كشفت مؤسسة بحثية أن المملكة المتحدة افتقرت إلى استراتيجية اقتصادية متماسكة لسنوات، فضلا عن أن التجارة تضررت بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين ارتفع عدد الفقراء بشكل حاد في بلد وصفته المؤسسة بأنه "غير مستعد للمستقبل"، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقال التقرير، الذي أجراه مركز أبحاث مؤسسة القرار ومركز الأداء الاقتصادي في كلية لندن للاقتصاد، بتمويل من نوفيلد المستقلة، يحمل عنوان "إنهاء الركود- استراتيجية اقتصادية جديدة لبريطانيا": "نحن لسنا على المسار الصحيح نحو وضع أي استراتيجية من هذا القبيل، في الواقع، نحن لسنا جادين في هذه المهمة".

ويرصد التقرير التحديات والصدمات العالمية التي واجهت الاقتصاد البريطاني مثل أزمة وباء كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا.

ومع ذلك، يوثق المؤلفون سلسلة من الإخفاقات التي تركت المملكة المتحدة متخلفة بين اقتصادات مجموعة السبع وغير مستعدة لمهمة توفير مستوى معيشي لائق لمعظم الناس في السنوات المقبلة.

أحوال العمال ستكون أسوأ 

وبدلاً من إنشاء اقتصاد يتزايد فيه عدد الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، يقول التقرير إن أحوال العمال ستكون أسوأ بمقدار 470 جنيهًا إسترلينيًا بحلول نهاية العقد.

وتأتي هذه الخسارة بعد 15 عامًا من ثبات الأجور، ما يكلف العامل العادي 10.700 جنيه إسترليني سنويًا في نمو الأجور الضائعة مقارنة باتجاه ما قبل الانهيار المالي.

ويعد فقدان التجارة الدولية أحد الأسباب المذكورة لنقص النمو، والذي يلقي التقرير باللوم فيه جزئيًا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبحلول عام 2023، انخفضت تجارة المملكة المتحدة كحصة من الدخل القومي السنوي بنسبة 2.2 نقطة مئوية عن مستويات ما قبل الوباء، ويقارن هذا بارتفاع قدره 0.5 نقطة في بقية دول مجموعة السبع.

وقال التقرير إن فقدان الحصة السوقية عبر أسواق الاتحاد الأوروبي والأسواق خارج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا واليابان، هو السبب، ويضيف أنه مع فقدان التجارة يأتي انخفاض في الوظائف التي تتطلب مهارات عالية.

أزمة غلاء معيشة

وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.

وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.

دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.

وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.

وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية